الساعة الكونية اختراع جزائري يصحح مفاهيم حساب الزمن
نجح عالم الفلك الجزائري الدكتور لوط بوناطير بأن يجعل لنفسه حضورا ضمن الكفاءات العلمية المتميزة بهذا الميدان، والتي طالما أثبتت توقعاته العلمية نجاحا كبيرا، وتوصل مؤخرا إلى اختراع ساعة كونية تختلف كثيرًا عن الساعة الفلكية المعمول بها حاليًا، وتفيد العالم الإسلامي بخصوص التقويم الزمني القمري في مسائل تتعلق أساسًا بثبوت رؤية هلال رمضان ووقفة عرفة ومسائل فقهية.
الساعة الكونية الجديدة تعمل بخلاف الساعة الفلكية بنظام 24 ساعة مما يوافق عدد ساعات اليوم، كما أن عقاربها تتحرك من اليمين إلى اليسار مما يواكب حركية كل الظواهر الطبيعية كالكواكب والدورة الدموية بالإنسان.
وتبعًا لذلك، فإن الحساب الزمني يجب أن يكون على محور مكة المدينة المنورة، باعتبار أن مكة هي أول بلد تُشرق عليه الشمس، وليس خط جرينيتش الذي تم التعامل به إرضاء لمكتشفه البريطاني قبل نحو قرن ونصف من الزمن.
الاختراع يرمي بالدرجة الأولى إلى تصحيح مفاهيم خاطئة تتعلق بالزمن بكل وحداته، بينها ما يعرف بمصطلح نهاية الأسبوع، وكذا الحساب الزمني بخط جرينيتش.
ونوضح ذلك من خلال بعض مقتطفات من كتابات د. بوناطيرو التي تؤكد أن مكة المكرمة هي مركز العالم ويجب أن يحدد التوقيت العالمي تبعا لها وليس لخط جرينيتش.
وكل سنة، ومع اقتراب المناسبات الدينية، الشقق التي تقسم العالم الإسلامي تظهر بشكل جلي عندما يتعلق الأمر برؤية الهلال من عدمه والمعلن عن بداية الشعائر الدينية، لتذكيرنا بالخلل التوازن الاجتماعي- الثقافي الذي تعرفه الأمة في وقت انفجار تكنولوجيا الإعلام والاتصال وغزو الفضاء.
هذه الأمة التي استطاعت نتيجة الإسلام ورجالاته أن تضع أسس الحضارة الإنسانية المعاصرة.
ما هي إذن باختصار أسباب هذا الاختلاف؟ ثم ألا يجب أن يبدأ الاتحاد المنشود من هنا؟
- الشهر القمري الفلكي : يبدأ من أول لحظة اقتران الشمس بالقمر( أي مستوي التقاء الشمس والقمر في الفضاء، وإذا استويا زيادة علي ذلك علي نفس المستقيم فتنتج لنا الظاهرة المعروفة بالكسوف).
- أما الشهر القمري المدني : يبدأ بضعة ساعات من بعد، مع ظهور بداية الخيط الرقيق للهلال، وهذا مباشرة بعد غروب الشمس التي تكون في اتجاه الغرب ولا يمكن مراقبة الهلال في وقت أخر من اليوم إلا بعد لحظات غروب الشمس.
نظرا لمختلف "المنازل" التي يحتلها القمر في الفضاء من شهر إلي أخر والتي يكن فيه أكثر قربا أو بعدا من الأرض وكدي انحراف مداره عن مدار الشمس بدرجة 05،08 ، لا يسمح لمختلف اقترانات والأهلة التي تليها أن تسقط في نفس البقعة علي سطح الأرض من شهر إلي أخر.
هذا يفسر السبب العلمي الرئيسي لتشتت العالم الإسلامي سنويا في شهر رمضان.
لهذا السبب العلمي المحض يضاف له سبب سياسي المتمثل في التفكك الذي تعرفه الأمة الإسلامية إلي عدة بلدان مجزئة بعد انهيار الخلافة العثمانية الأمر الذي أدي بها حتما للخوض في جدال ما يسمي بالرؤية المحلية التي تعتبر أصلا بالطريقة المغذية للتفرقة وتعداد الرزنامات القمرية ذات الطابع المحلي عوضا من طابع العالمي الموحد مرغمتا ، في بعض الأحيان، عدة بلدان علي التحالف فيما بينها لمصالح ضيقة.
هذا الأمر خلق مشكلا حقيقيا في ما يخص تغيير التاريخ للأيام علي المستوي العالمي, خاصة إذا علمنا أن الميزة الرئيسية " للرزنامة " هو تحديد تاريخ الأحداث في الماضي، الحاضر والمستقبل لأغراض جماعية اجتماعية أو علمية ضمن قاعدة زمنية نريدها موحدة ومنسجمة أصلا.
إذن المنطق يدفعنا مباشرة لتحديد أهمية وضرورة البحث علي معلم زمني للتقويم الهجري علي مستوي الكرة الأرضية ويكن بمثابة نقطة الصفر لمزمانتنا القمرية أي مكان تغيير الوحدات الزمنية. ولا يجب أن يخضع اختيار هذا المعلم إلي نزوات شخصية كما تم الحال عليه عندما أُختِرى خط "غرينتش" كخط معلمي صفر للزمن بل يجب أن يخضع هذا الاختيار لأسباب علمية بحتة.
نشير هنا فقط أن هذا المشكل قد سبق وأن طرح للغربيين بالنسبة " للرزنامة الشمسية الغريغورية" بحيث كانوا لا يعرفون مات يبدؤون حساب الأيام.
يمكننا التحقق من ذلك من خلال القصة الشهيرة '' لجول فيرن'' في دورته حول العالم في ظرف 80 يوما والتي أعتقد أنه عاش 81 يوما بدل 80 يوما، وهذا راجع إلي أنه سافر في اتجاه غرب- شرق مما أدي إلي إسقاط يوم لأنه كان ينتقل عكس مسار الشمس وبالتالي كانت أيامه أقل من 24 ساعة.
كما لا يفتنا أن نذكر قصة أخري لأحد مساعدي رحلة ماجيلان الذي أتجه نحو الغرب في 20 سبتمبر 1519 ورجع في7 سبتمبر1520 في حين أن كتابه يذكر فقط تاريخ 6 سبتمبر لأن الأيام التي كان يعيشها في سفره كانت تمتد لأكثر من 24 ساعة.
ولتجنب هذه الحالات استحدث الغربيون خط المعلمي " غرينتش" لتغيير التاريخ المتمثل في خط منكسر يتجنب المناطق الأهلة يتعلق الأمر بالخط المقابل لخط ''غرينتش'' وقد تم هذا الاختيار بدون أي سبب علمي. ونسب تسميته لصاحب الفكرة البريطاني ''غرينش''.
هذه الإشكالية هي التي لا تزال مطروحة بالنسبة " للرزنامة القمرية الإسلامية " وقد تناولها الأستاذ لوط بوناطيرو في بحوثه مؤيدا ذلك بحسابات علمية و مؤكدا بأن المحور الأصل لتغيير التواريخ يكون متمثلا في الخط الزمني المعلمي، الصفر، المار من مكة - المدينة ( قباء) العابر للقطبين الشمالي والجنوبي لكوكب الأرض والمعروف بالخط 40° جغرافيا.
وهكذا تصبح البقاع المقدسة مركز المكان والزمان لكوكب الأرض.
لقد بدأ حساب التقويم الهجري انطلاقا من هجرة الرسول (ص) من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة
وفي النهاية يمكن تلخيص الأمر كما يلي: إذا تم اقتران الشمس بالقمر لشهر ما قبل الخط الزمني المعلمي لمكة- المدينة (أي ما يعادل خط الساعة 10 سا بالتوقيت العالمي)، فإن اليوم الذي يلي سيكن أول يوم للشهر الجديد في التقويم الهجري وفي حال العكس فاليوم الأول سيكن يوم الغد علما أن اليوم في هذا التقويم يبدأ من غروب الشمس إلي غروب الشمس الموالي. أما رؤية الهلال الذي يلي الاقتران يجد كل الوقت ليتشكل ويتوسع وتصبح رؤيته في العالم سهلة تدريجيا ويمكن مراقبته ابتدأ من غروب الشمس في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة بالتدرج غربا. أخيرا وقي كل الأحوال مراقبة الهلال لا تتجاوز النصف الساعة يعد غروب الشمس في أي بقعة في العالم والتالي يمكن حسم الأمر قبل صلاة العشاء لهاته البقعة موعد بداية الليل الحقيقي ويوم جديد لها.
الساعة الكونية التي أنجزها الأستاذ لوط بوناطيرو والتي نالت الجائزة الأولي لسنة 2005 في الصالون الدولي للاختراعات بلندن تشتغل علي هذا الأساس وتعطي صورة افتراضية للهيئة الفلكية الخاصة بإمكانية رؤية الهلال.
ولد لوط بوناطيرو بالقصبة (الجزائر العاصمة) في 1955، و التحق بمرصد باريس في 1981، و في سنة 1986 نال شهادة دكتوراه دولة في علوم الفضاء، و في نفس السنة التحق بمركز الكراغ، ثم بدء التدريس بجامعة سعد دحلب بالبليدة سنة 2003، نال ميداليتين بصالون الاختراع بلندن 2006
الساعة الكونية الجديدة تعمل بخلاف الساعة الفلكية بنظام 24 ساعة مما يوافق عدد ساعات اليوم، كما أن عقاربها تتحرك من اليمين إلى اليسار مما يواكب حركية كل الظواهر الطبيعية كالكواكب والدورة الدموية بالإنسان.
وتبعًا لذلك، فإن الحساب الزمني يجب أن يكون على محور مكة المدينة المنورة، باعتبار أن مكة هي أول بلد تُشرق عليه الشمس، وليس خط جرينيتش الذي تم التعامل به إرضاء لمكتشفه البريطاني قبل نحو قرن ونصف من الزمن.
الاختراع يرمي بالدرجة الأولى إلى تصحيح مفاهيم خاطئة تتعلق بالزمن بكل وحداته، بينها ما يعرف بمصطلح نهاية الأسبوع، وكذا الحساب الزمني بخط جرينيتش.
ونوضح ذلك من خلال بعض مقتطفات من كتابات د. بوناطيرو التي تؤكد أن مكة المكرمة هي مركز العالم ويجب أن يحدد التوقيت العالمي تبعا لها وليس لخط جرينيتش.
وكل سنة، ومع اقتراب المناسبات الدينية، الشقق التي تقسم العالم الإسلامي تظهر بشكل جلي عندما يتعلق الأمر برؤية الهلال من عدمه والمعلن عن بداية الشعائر الدينية، لتذكيرنا بالخلل التوازن الاجتماعي- الثقافي الذي تعرفه الأمة في وقت انفجار تكنولوجيا الإعلام والاتصال وغزو الفضاء.
هذه الأمة التي استطاعت نتيجة الإسلام ورجالاته أن تضع أسس الحضارة الإنسانية المعاصرة.
ما هي إذن باختصار أسباب هذا الاختلاف؟ ثم ألا يجب أن يبدأ الاتحاد المنشود من هنا؟
- الشهر القمري الفلكي : يبدأ من أول لحظة اقتران الشمس بالقمر( أي مستوي التقاء الشمس والقمر في الفضاء، وإذا استويا زيادة علي ذلك علي نفس المستقيم فتنتج لنا الظاهرة المعروفة بالكسوف).
- أما الشهر القمري المدني : يبدأ بضعة ساعات من بعد، مع ظهور بداية الخيط الرقيق للهلال، وهذا مباشرة بعد غروب الشمس التي تكون في اتجاه الغرب ولا يمكن مراقبة الهلال في وقت أخر من اليوم إلا بعد لحظات غروب الشمس.
نظرا لمختلف "المنازل" التي يحتلها القمر في الفضاء من شهر إلي أخر والتي يكن فيه أكثر قربا أو بعدا من الأرض وكدي انحراف مداره عن مدار الشمس بدرجة 05،08 ، لا يسمح لمختلف اقترانات والأهلة التي تليها أن تسقط في نفس البقعة علي سطح الأرض من شهر إلي أخر.
هذا يفسر السبب العلمي الرئيسي لتشتت العالم الإسلامي سنويا في شهر رمضان.
لهذا السبب العلمي المحض يضاف له سبب سياسي المتمثل في التفكك الذي تعرفه الأمة الإسلامية إلي عدة بلدان مجزئة بعد انهيار الخلافة العثمانية الأمر الذي أدي بها حتما للخوض في جدال ما يسمي بالرؤية المحلية التي تعتبر أصلا بالطريقة المغذية للتفرقة وتعداد الرزنامات القمرية ذات الطابع المحلي عوضا من طابع العالمي الموحد مرغمتا ، في بعض الأحيان، عدة بلدان علي التحالف فيما بينها لمصالح ضيقة.
هذا الأمر خلق مشكلا حقيقيا في ما يخص تغيير التاريخ للأيام علي المستوي العالمي, خاصة إذا علمنا أن الميزة الرئيسية " للرزنامة " هو تحديد تاريخ الأحداث في الماضي، الحاضر والمستقبل لأغراض جماعية اجتماعية أو علمية ضمن قاعدة زمنية نريدها موحدة ومنسجمة أصلا.
إذن المنطق يدفعنا مباشرة لتحديد أهمية وضرورة البحث علي معلم زمني للتقويم الهجري علي مستوي الكرة الأرضية ويكن بمثابة نقطة الصفر لمزمانتنا القمرية أي مكان تغيير الوحدات الزمنية. ولا يجب أن يخضع اختيار هذا المعلم إلي نزوات شخصية كما تم الحال عليه عندما أُختِرى خط "غرينتش" كخط معلمي صفر للزمن بل يجب أن يخضع هذا الاختيار لأسباب علمية بحتة.
نشير هنا فقط أن هذا المشكل قد سبق وأن طرح للغربيين بالنسبة " للرزنامة الشمسية الغريغورية" بحيث كانوا لا يعرفون مات يبدؤون حساب الأيام.
يمكننا التحقق من ذلك من خلال القصة الشهيرة '' لجول فيرن'' في دورته حول العالم في ظرف 80 يوما والتي أعتقد أنه عاش 81 يوما بدل 80 يوما، وهذا راجع إلي أنه سافر في اتجاه غرب- شرق مما أدي إلي إسقاط يوم لأنه كان ينتقل عكس مسار الشمس وبالتالي كانت أيامه أقل من 24 ساعة.
كما لا يفتنا أن نذكر قصة أخري لأحد مساعدي رحلة ماجيلان الذي أتجه نحو الغرب في 20 سبتمبر 1519 ورجع في7 سبتمبر1520 في حين أن كتابه يذكر فقط تاريخ 6 سبتمبر لأن الأيام التي كان يعيشها في سفره كانت تمتد لأكثر من 24 ساعة.
ولتجنب هذه الحالات استحدث الغربيون خط المعلمي " غرينتش" لتغيير التاريخ المتمثل في خط منكسر يتجنب المناطق الأهلة يتعلق الأمر بالخط المقابل لخط ''غرينتش'' وقد تم هذا الاختيار بدون أي سبب علمي. ونسب تسميته لصاحب الفكرة البريطاني ''غرينش''.
هذه الإشكالية هي التي لا تزال مطروحة بالنسبة " للرزنامة القمرية الإسلامية " وقد تناولها الأستاذ لوط بوناطيرو في بحوثه مؤيدا ذلك بحسابات علمية و مؤكدا بأن المحور الأصل لتغيير التواريخ يكون متمثلا في الخط الزمني المعلمي، الصفر، المار من مكة - المدينة ( قباء) العابر للقطبين الشمالي والجنوبي لكوكب الأرض والمعروف بالخط 40° جغرافيا.
وهكذا تصبح البقاع المقدسة مركز المكان والزمان لكوكب الأرض.
لقد بدأ حساب التقويم الهجري انطلاقا من هجرة الرسول (ص) من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة
وفي النهاية يمكن تلخيص الأمر كما يلي: إذا تم اقتران الشمس بالقمر لشهر ما قبل الخط الزمني المعلمي لمكة- المدينة (أي ما يعادل خط الساعة 10 سا بالتوقيت العالمي)، فإن اليوم الذي يلي سيكن أول يوم للشهر الجديد في التقويم الهجري وفي حال العكس فاليوم الأول سيكن يوم الغد علما أن اليوم في هذا التقويم يبدأ من غروب الشمس إلي غروب الشمس الموالي. أما رؤية الهلال الذي يلي الاقتران يجد كل الوقت ليتشكل ويتوسع وتصبح رؤيته في العالم سهلة تدريجيا ويمكن مراقبته ابتدأ من غروب الشمس في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة بالتدرج غربا. أخيرا وقي كل الأحوال مراقبة الهلال لا تتجاوز النصف الساعة يعد غروب الشمس في أي بقعة في العالم والتالي يمكن حسم الأمر قبل صلاة العشاء لهاته البقعة موعد بداية الليل الحقيقي ويوم جديد لها.
الساعة الكونية التي أنجزها الأستاذ لوط بوناطيرو والتي نالت الجائزة الأولي لسنة 2005 في الصالون الدولي للاختراعات بلندن تشتغل علي هذا الأساس وتعطي صورة افتراضية للهيئة الفلكية الخاصة بإمكانية رؤية الهلال.
ولد لوط بوناطيرو بالقصبة (الجزائر العاصمة) في 1955، و التحق بمرصد باريس في 1981، و في سنة 1986 نال شهادة دكتوراه دولة في علوم الفضاء، و في نفس السنة التحق بمركز الكراغ، ثم بدء التدريس بجامعة سعد دحلب بالبليدة سنة 2003، نال ميداليتين بصالون الاختراع بلندن 2006
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire