السكريات المكررة تؤدي إلى البلادة!
أربع مجموعات من المغذيات تعزز قدرة الدماغ على الاستيعاب
بداية العام الدراسي تعيد إلى الأذهان أمنيات الأهل في أن ينجح الأبناء والبنات ويحصلون على أعلى الدرجات. ولكن الأمر يتطلب أكثر من مجرد الأمنيات. فالأمر يتطلب أن يهتم الآباء والأمهات بتغذية أولادهم لأن التغذية الجيّدة أحد أهم أسباب تعزيز القدرة على الاستيعاب حيث يذكر كتاب التغذية المثلى للدماغ Optimum Nutrition for the Mind لمؤلفه باتريك هولمز أن هناك صلة قوية بين الأمعاء والدماغ ففي الماضي كان يعتقد أن التفكير يجري في أعصاب الدماغ فقط، ولكن العلم الحديث أثبت وجود 100 مليون عصب في الجهاز الهضمي، وهذه الأعصاب تنتج نواقل عصبية مثل تلك الموجودة في الدماغ. كما تنتج الأمعاء ثلثي كمية الناقل العصبي السيروتينين (المسبب للانشراح) الموجود في الجسم. ولذا، فكل ما يأكله الإنسان يؤثر على تفكيره وتحصيله. وتبعاً للكتاب هناك أربع مجموعات من المغذيات تساعد على شحذ الدماغ وهي:
- السكريات: تعتبر السكريات الوقود الأول للدماغ، فالبروتينات والدهون تعطي طاقة، ولكن طاقتها ترتبط بإفراز مواد اخرى في الجسم تمنع من الوصول السريع للطاقة إلى الدماغ. ولذا فالسكريات هي المغذي الأفضل للدماغ. ولكن استهلاك السكريات المكررة يؤدي إلى البلادة! فجميع المشروبات المحلاة سواء كانت عصيرا أو مشروبات غازية وأنواع الخبز الأبيض والمعجنات والمكرونة والأرز الأبيض هي سكريات مكررة تؤدي إلى خمول الذهن وبلادته لأنها توفر مصدر طاقة سريعة تنضب بسرعة مما يحرم الدماغ من الطاقة بعدها. فالمطلوب توفيره لتحفيز الدماغ هو تناول السكريات-النشويات المركبة التي توفر مقادير متوازنة من الطاقة تصل إلى الدماغ تدريجياً مثل الحبوب الكاملة غير المقشورة كالقمح والذرة والدخن والشعير الخ. والبقول والفواكه (بقشرها). وتوفير هذه الأطعمة للصغار في الصباح يتطلب بعض التحضير ولكن صحتهم تستلزم ذلك. وبالقليل من التخطيط تسهل المهام، فنقع البقول كالفول والعدس والفاصوليا الجافة وغيرها ثم سلقها ووضعها في البراد لتسخينها ثم تناولها في الصباح يسهّل الأمور. وتفاحة أو موزة في الصباح أفضل من ساندويتش جبن.
بعض أنواع الخبز الأبيض والمعجنات
- الدهون: تمد الدهون، خاصة الغنية بالفسفور، الجسم بطاقة عالية تحفز القدرة على الانتباه وتعطي الشعور بالإشباع والاستقرار طوال اليوم. فتناول البيض مهم للصغار، وملء الكف من اللوز أو الجوز أو الفستق أو الكاجو (غير المملح أو المحمص) يؤدي نفس المهمة. وإضافة ملعقة او ملعقتين من زيت الزيتون البكر المعصور على البارد إلى طبق من الفول أو العدس يعطي الكفاية من الدهون النافعة للدماغ.
- البروتينات: تناول الأطعمة المذكورة أعلاه من حبوب كاملة أو بيض أو مكسرات او بقول خاصة في الصباح يوفر للدماغ حاجته من السكريات والدهون والبروتينات مجتمعة بينما لا توفر الحبوب المكررة أي تغذية ذات شأن. فالبروتينات توفر أحماضاً أمينية تساعد على بناء وتعزيز النواقل العصبية المهمة لشحذ الدماغ مثل الكولين وأسيتالكولين والأدرينالين والدوبامين.
- الفيتامينات والمعادن: فيتامينات ب المركبة مثل ب1 وَ ب3 وَ ب5 وَ ب6 وَ ب12 وفيتامين ج تساعد على التركيز والاستيعاب، كما تعطي المعادن مثل الزنك وحمض الفوليك والمغنيزيوم دفعات مهمة لحيوية الدماغ وإبعاد الرتابة والملل والاكتئاب عنه. وتوفير كل هذه المغذيات أمر سهل لا يتطلب ثقافة غذائية عالية، إنما يمكن الوصول إليه عن طريق الحرص على تقديم الأطعمة الكاملة غير المكررة للصغار لتمكينهم من الأداء الأفضل في المدرسة.
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire